recent
مستجدات الأكاديمية

10 أخطاء تمنع طفلك من تعلم القراءة وطرق تصحيحها

أحمد بن جزاء العوفي
الصفحة الرئيسية

كثير من الأمهات والآباء يبذلون جهدًا كبيرًا في تعليم أطفالهم القراءة، يشترون الكتب، ويطبعون أوراق الحروف، ويجلسون معهم كل يوم، ثم يُفاجأون أن الطفل ما زال لا يتقدم أو أنه يملّ بسرعة ويرفض الجلسة التعليمية.

أخطاء تمنع طفلك من تعلم القراءة

في الحقيقة، المشكلة ليست في الطفل ولا في قدراته، بل في بعض الأخطاء التربوية البسيطة التي نقع فيها دون قصد، فتجعل الطفل يكره القراءة أو يتعلمها ببطء.

في هذا المقال من أكاديمية بابا أحمد للتأسيس، سنعرض لك أهم الأخطاء التي تمنع طفلك من تعلم القراءة، مع البدائل الصحيحة التي تساعدك على جعل وقت التعلم ممتعًا وفعّالًا في البيت.

1. الضغط الزائد على الطفل

الخطأ: أن تطلبي من طفلك الجلوس وقتًا طويلًا ليكرر الحروف أو يقرأ كلمات كثيرة في جلسة واحدة، ثم تغضبين عندما يخطئ. هذا الضغط يجعل الطفل يشعر أن القراءة “واجب ثقيل”، فيفقد الحماس.

الصحيح:

  • اجعلي الجلسة قصيرة (من 10 إلى 15 دقيقة).
  • ركّزي على حرف أو مهارة واحدة فقط كل مرة.
  • امدحيه على أي تقدم بسيط.
    مثلًا: قولي له “ما شاء الله يا بطل، اليوم قرأت الحرف ذا صح!”، بهذه الطريقة سيشعر أن التعلم تجربة جميلة، لا مصدر توتر.

2. البدء من مرحلة غير مناسبة

الخطأ: أن نبدأ بالكلمات أو الجمل بينما الطفل لم يتقن أصوات الحروف بعد، أو لا يعرف التفريق بين الحروف المتشابهة.

الصحيح: ابدئي بالتدرّج:

  1. الأصوات (يسمع صوت الحرف ويميّزه).
  2. شكل الحرف وطريقة كتابته.
  3. المقاطع القصيرة (با – بو – بي).
  4. كلمات بسيطة (باب – بيت – نجم).
  5. جمل قصيرة.

إذا قفزنا على مرحلة، سيتوقف الطفل ويشعر بالارتباك.

3. التركيز على الحفظ دون الفهم

الخطأ: أن نطلب من الطفل التكرار المستمر دون ربط الحروف بالمعنى. فربما يحفظ شكل الحرف، لكنه لا يعرف استخدامه داخل الكلمة.

الصحيح: اربط الحرف بشيء من واقع الطفل، مثلاً: حرف (س) = “سيارة”، “سوق”، “سمكة”، ثم اسأليه: “تعرف وش يبدأ بحرف س؟” واجعليه يجيب، فعندما يربط الصوت بالكلمة، تثبت المعلومة في ذاكرته أكثر.

4. غياب عنصر المتعة

الخطأ: أن تكون جلسة التعلم كلها ورقة وقلم فقط، فالطفل بطبيعته يحتاج حركة وتشويق وألوان.

الصحيح: حوّلي التعلم إلى لعب:

  • استخدمي بطاقات الحروف الملونة.
  • ألعبي معه لعبة “نلقا الحرف ذا في البيت”.
  • اقرئي قصة قصيرة واطلبي منه يكتشف الحروف فيها.

بهذا الأسلوب يتعلّم وهو مستمتع، لا يشعر بالملل.

للمزيد: كيف أعلم طفلي القراءة دون ملل

5. المقارنة بين الأطفال

الخطأ: أن تقولي له: “شوف ولد خالتك صار يقرأ!” أو “أختك تعلمت قبلك!”، هذه المقارنة تضعف ثقته بنفسه وتجعله يكره التعلم.

الصحيح: قارني طفلك بنفسه فقط، مثلًا: “أنت الأسبوع اللي راح ما كنت تعرف الحرف ذا، واليوم نطقته مضبوط، أحسنت!”، كل تقدم صغير يستحق التشجيع.

6. عدم الانتظام في التعلم

الخطأ: أن يتعلم الطفل أسبوعًا ثم يتوقف أسبوعين. هذا التقطّع يجعل المعلومات تتلاشى بسرعة.

الصحيح: ثبّتي روتينًا بسيطًا:

  • جلسة قصيرة كل يوم (حتى لو 5 دقائق).
  • وقت ثابت مثل بعد الغداء أو قبل النوم.
الاستمرار أهم من الكثرة.

7. غياب البيئة القرائية في البيت

الخطأ: أن نحاول تعليم الطفل القراءة بينما لا يرى أحدًا يقرأ، ولا توجد كتب أو قصص حوله، الطفل يتعلم بالمشاهدة أكثر من التلقين.

الصحيح:

  • خصصي له ركنًا بسيطًا للقراءة.
  • علّقي الحروف على الحائط.
  • احكي له قصة قبل النوم.
  • اجعليه يراك وأنتِ تمسكين كتابًا.

عندما يرى أن القراءة جزء من الحياة، سيحبها تلقائيًا.

8. استخدام العقاب عند الخطأ

الخطأ: أن نوبّخ الطفل إذا نسي حرفًا أو أخطأ في نطقه، فالخوف يمنعه من المحاولة، ويغلق باب التعلم.

الصحيح: تقبّلي الخطأ، واصححي بهدوء، قولي مثلًا: “تمام يا حبيبي، قريتها صح بس خلّنا نعيدها مع بعض شوي”، بهذا الأسلوب يشعر بالأمان، فيتجرأ على التعلم أكثر.

9. الاعتماد الكامل على الشاشات

الخطأ: ترك الطفل أمام فيديوهات تعليمية طوال اليوم ظنًّا أنه يتعلم، فالمشاهدة وحدها لا تكفي دون تفاعل مباشر.

الصحيح:

  • حدّدي وقت الفيديو (10 دقائق كحد أقصى).
  • بعد المشاهدة، ناقشيه: “وش الحرف اللي سمعناه في المقطع؟”.
  • ابحثا معًا عن الحرف في كتاب أو في لافتة.

التفاعل الحقيقي هو الذي يرسّخ المعرفة.

10. تجاهل الفروق الفردية

الخطأ: الاعتقاد أن جميع الأطفال يجب أن يتعلموا القراءة في نفس العمر أو بنفس السرعة.

الصحيح: كل طفل له قدراته الخاصة، فبعض الأطفال يبدأون في سن 4 سنوات، وآخرون في 6 سنوات، وكلاهما طبيعي.

راقبي استعداد طفلك، فإن لم يكن جاهزًا، ركّزي على المهارات التمهيدية مثل التركيز، وتمييز الأصوات، والانتباه البصري.

الخاتمة

تعليم القراءة رحلة تحتاج صبرًا وحبًا وفهمًا لطبيعة الطفل، ابتعدي عن هذه الأخطاء، وابدئي بخطوات بسيطة وممتعة، وستكتشفين أن ولدك قادر على التعلم إذا وجد التشجيع والجو المريح.

وفي أكاديمية بابا أحمد للتأسيس نؤمن أن الطفل لا يتعلم فقط من الورقة والقلم، بل من البيئة الداعمة، والأسلوب الهادئ، والتواصل الإيجابي مع الأهل، لذلك اجعلي القراءة لحظة دفء بينك وبين طفلك، وستجدين أنه هو من يطلب الجلسة ويقول لك بابتسامة: “ماما، نقرأ الحرف ذا اليوم؟”

author-img
أحمد بن جزاء العوفي

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent