شرح كيفية التفريق بين النون والتنوين في الكتابة بسهولة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، في هذا الدرس من أكاديمية بابا أحمد سنتعرّف معًا، بطريقة سهلة ومبسّطة، على التفريق بين النون والتنوين، وكيف نميز في الإملاء بين النون الساكنة والتنوين في نهاية الكلمة، حتى لا نخطئ في الكتابة.

هذا الدرس موجّه للأطفال بالدرجة الأولى، لكنه مفيد أيضًا للكبار الذين يريدون تثبيت قواعد الكتابة الصحيحة في اللغة العربية أو أولياء الأمور الذين يرغبون في معرفة طريقة شرح التفريق بين النون والتنوين لأطفالهم.

أولًا: ما هي النون الساكنة؟

النون الساكنة هي حرف من حروف الكلمة، ثابت فيها، يُنطق ويُكتب دائمًا، ويكون عليه سكون في النطق أو في الكتابة.

مثال:

• عثمان عند نطق الكلمة نقول: عثمان، ونسمع صوت النون بوضوح. ولو حذفنا النون وقلنا: عثما فقط، يختلّ اللفظ ولا يبقى للكلمة معنى صحيح. إذن النون هنا أصلية من أصل الكلمة، وليست تنوينًا.

ثانيًا: ما هو التنوين؟

التنوين هو نون ساكنة زائدة:

• نسمعها في النطق.
• ولا نكتبها حرف نون.
• بل نكتب بدلها علامة من العلامات الثلاث: فتحتين، أو ضمتين، أو كسرتين.

أنواع التنوين:

1. تنوين الفتح (ــًـ) مثل:
   • محمدًا
   • أحمدَ
   • خالدًا
   • سيارةً
   • سماءً
   • سحابًا
   • جوالًا
   • نظارةً
2. تنوين الضم (ــٌـ) مثل:
   • خبزٌ
   • بحرٌ
   • طيرٌ
   • سماءٌ
   • كتابٌ
   • سيارةٌ
3. تنوين الكسر (ــٍـ) مثل:
   • خبزٍ
   • طيرٍ
   • بحرٍ

وقد سُمّي تنوينًا؛ لأن صوته في النطق يشبه صوت النون، فنقول في آخر الكلمة: (ان / أُن / إِن).

القاعدة الذهبية في التفريق بين النون والتنوين

لكي ننجح في التفريق بين النون والتنوين، نستخدم قاعدة سهلة جدًّا يمكن للطفل تطبيقها:

1. حذف النون المنطوقة

إذا سمعت في آخر الكلمة صوت نون، فاسأل نفسك:

• إذا حذفت النون وتغيّر معنى الكلمة أو فسد اللفظ تمامًا ← فهي نون أصلية.
• إذا حذفت النون ولم يتغيّر معنى الكلمة وبقيت الكلمة مفهومة ← فهذا تنوين وليس نونًا أصلية.

مثال 1: (شكراً)

• ننطق: شكران
• نكتبها أحيانًا خطأ هكذا: (شكران) بنون.
• نحذف النون المنطوقة: تصبح (شكر).
• الجذر والمعنى العام (الحمد والشكر) موجود، لكن طريقة الاستعمال اختلفت من مصدر إلى حال. في الإملاء التعليمي للأطفال نركز على أن النون ليست أصلية في بنية الكلمة، بل هي صوت زائد، فيُكتب آخر الكلمة بتنوين الفتح: شكرًا.

مثال 2: (حصان)

• ننطق: حصان
• نحذف النون: تصبح (حصا) أو (حصى).
• المعنى يتغيّر تمامًا. 👈 إذن النون هنا أصلية وليست تنوينًا.

2. استعمال السكون بدل التنوين

طريقة عملية أخرى للتفريق بين النون والتنوين:

1. انطق الكلمة بالتنوين.
2. ثم تخيّل أنك حذفت التنوين، وجعلت آخر حرف في الكلمة ساكنًا (سكون).

إذا بقي المعنى صحيحًا ولم تتغيّر الكلمة من حيث الأصل، فهذا يدل على أن ما سمعته في النهاية هو تنوين.

مثال: (خبزًا)

• ننطق: خبزًا (خبزان)
• نحذف التنوين ونضع سكونًا على الزاي: (خبزْ).
• المعنى: خبز، لم يتغير. 👈 إذن هذا تنوين فتح، وليس نونًا أصلية.

مثال: (طيرٌ)

• ننطق: طيرٌ (طيرون)
• نحذف التنوين وننطقها مع السكون: (طيرْ).
• يبقى المعنى: طير. 👈 إذن هذه الكلمة منونة بتنوين الضم.

مثال: (شمسٍ)

• ننطق: شمسٍ (شمسين)
• نحذف التنوين ونقول: شمسْ.
• المعنى لا يتغير. 👈 إذن هذا تنوين كسر.

تنوين الفتح و"عصا التنوين"

تنوين الفتح له صورة خاصة في الكتابة؛ إذ غالبًا ما يأتي معه ألف زائدة بعد الحرف المنون، يسمّيها المعلمون للأطفال: "عصا التنوين"، مثل:

• خبزًا
• بحرًا
• شجرًا
• جهازًا

نسمع: (خبزان، بحران، شجران، جهازان)، ولكن لا نكتب حرف نون، بل نضع فتحتين مع ألف بعد الحرف.

متى نحذف "عصا التنوين"؟

هناك حالتان مهمّتان لا تُكتب فيهما الألف بعد الحرف المنون:

1. إذا انتهت الكلمة بهمزة على الألف أو على السطر مثل:
   • سماءً ننطق: سماءً، ولا نكتب ألفًا بعدها؛ لأن الهمزة هنا كأنها كرسي يجلس عليه تنوين الفتح، فلا يحتاج إلى عصا.
2. إذا انتهت الكلمة بتاء مربوطة (ـة) مثل:
   • مدرسةً
   • سيارةً
   • نظارةً ننطق: مدرسةً، سيارةً، نظارةً، دون إضافة ألف بعدها؛ لأن التاء المربوطة أيضًا كأنها كرسي لتنوين الفتح.

إذن:

• أي حرف آخر مع تنوين الفتح ← يحتاج إلى "عصا التنوين" (ألف).
• أمّا الهمزة والتاء المربوطة ← فهما كرسيان لتنوين الفتح، فلا نكتب بعدهما الألف.

تطبيقات على التفريق بين النون والتنوين

1) كلمة: باكيًا

هل نكتبها:

• باكـيـن (بالنون)؟ أم:
• باكيًا (بتنوين فتح)؟

نطبّق القاعدة:

• نحذف النون المنطوقة: تصبح (باكي).
• المعنى لا يتغيّر، الجذر واحد (بكى / باكٍ / باكي). 👈 إذن الصحيح في الكتابة: باكيًا بتنوين الفتح، لا بنون ساكنة.

2) كلمة: خبزًا

هل نكتبها:

• خبزن أم:
• خبزًا؟
• نحذف صوت النون: تصبح الكلمة (خبز).
• المعنى لا يتغيّر. 👈 إذن نكتبها: خبزًا بتنوين الفتح، مع "عصا التنوين" (الألف).

خطأ شائع: كتابتها هكذا: (خبزًا) مع وضع التنوين على الألف. والصواب: أن يكون التنوين على الزاي، والألف مجرد عصا: خبزًا.

3) كلمة: شجرًا

• إذا كتبها الطالب: شجراً ووضع التنوين على الألف، فهذا خطأ.
• الصحيح: أن يكون التنوين على الراء: شجرًا.

4) كلمة: منزلٌ

• نحذف صوت النون: تصبح (منزل).
• لا يتغيّر المعنى. 👈 إذن هذه الكلمة فيها تنوين ضم، وليست نونًا أصلية.

5) كلمة: إبريقٍ

• نحذف التنوين: تصبح (إبريق).
• المعنى واحد. 👈 إذن: إبريقٍ فيها تنوين كسر، لا نون أصلية.

6) كلمة: جفنٌ

• نحذف النون: تصبح (جف).
• يختل المعنى؛ فالجفن جزء من العين، أمّا "جف" فهو شيء آخر. 👈 إذن النون هنا أصلية.

7) كلمة: قلمٌ

• نحذف التنوين: تصبح (قلم).
• لا يتغيّر المعنى. 👈 إذن آخر الكلمة تنوين ضم.

خلاصة التفريق بين النون والتنوين

يمكن تلخيص السر في التفريق بين النون والتنوين في نقطتين رئيسيتين:

1. حذف النون المنطوقة في آخر الكلمة:
   • إذا تغيّر المعنى أو فسد ← فهي نون أصلية.
   • إذا لم يتغيّر المعنى ← فهو تنوين.
2. استعمال السكون بدل التنوين:
   • إذا نطقت الكلمة مع السكون وبقي المعنى صحيحًا ← هذا تنوين.
   • إذا فسد اللفظ أو المعنى ← هذه نون أصلية.

نصيحة لأولياء الأمور:

الأطفال يتعلمون التفريق بين النون والتنوين بالتكرار والتطبيق العملي، وكلما درّبنا الطفل على أمثلة كثيرة أصبح التمييز أسهل وأسرع.

ولمشاهدة درس التفريق بين النون والتنوين مع بابا أحمد، شاهد الفيديو التالي: